حميد سامر
أشرف سعيد العلوة، والي أمن مراكش على تنفيذ عمليات اعتقال عدد من مناهضي جواز التلقيح، الذين تظاهروا، مساء أمس الأحد، في شوارع مراكش.
وشوهد سعيد العلوة، الذي كان يرتدي زيه الأمني أمام مركز البريد المركزي في منطقة جليز في مراكش، وهو يعطي تعليماته باعتقال، واقتياد متظاهرات صوب سيارة الشرطة، المرابطة في المنطقة الراقية.
وقبل انطلاق الوقفة كان شارع محمد الخامس أبرز شوارع منطقة جليز الراقية يعج بالمارة، والجالسين في المطاعم، والمقاهي. بين من يجلس في مطعم أمريكي يأكل “الهامبورغر”، ومن يحتسي القهوة، والعصائر، ومن اختار زيارة محلات الملابس، والزينة، قرر بعضٌ من ساكنة مدينة مراكش الخروج عن “عادة” الشارع الشهير، والصدح بشعارات مناهضة لجواز التلقيح، الذي فرضته الحكومة على المغاربة.
وانطلقت الوقفة من منطقة جليز، وتحولت في دقائق قليلة إلى مسيرة احتجاجية اتجهت صوت ساحة “جامع الفنا” الشهيرة، التي تضم الفلكلور، والمأكلولات، والتي تعتبر خطا أحمر لدى السلطات، ويمنع الاقتراب منها، إذ إنه بمجرد أن بدأ المتظاهرون يقتربون منها بدأت حملة الاعتقالات.
شرطيات تسرقن الأضواء
وماهي إلا دقائق معدودة حتى اختفى الوالي العلوة عن الأنظار، لتسرق نساء المديرية العامة للأمن الوطني الأضواء منه، بتنفيذهن لأزيد من 11 تدخلا أمنيا، أسفر عن اعتقال حوالي 10 نساء، شكلن العمود الفقري لمسيرة، أمس، في شوارع مراكش الحمراء. وبلباسهن العصري، وشارتهن البرتقالية، التي كتب عليها “شرطة” اقتحمت نساء الأمن الوطني المظاهرة الكبرى، التي نظمها الرافضون لفرض جواز التلقيح من طرف الحكومة.
شرطية “شقراء” تتوسل منقبة
بشجاعة وحماية من رجال الحموشي، وعناصر القوات المساعدة، نفذت الشرطيات تدخلات خالية من العنف، وطبعها الحوار، وتوسل الموقوفات بالخضوع للتعليمات العليا لرؤسائهن دون أية مقاومة، أو الاضطرار إلى اللجوء إلى القوة. “والله يرحم لي عزيز عليك ويمتعك بالصحة والعافية وطول العمر يلا ما غير زيدي معانا وما غا يكون غير الخير إن شاء الله”، بهذه العبارة خاطبت إحدى الشرطيات منقبة تظاهرت في مسيرة جليز، معبرة عن رفضها لجواز التلقيح، قبل أن تتوجه بهدوء رفقة “الشرطية الشقراء” إلى سيارة الأمن الوطني، وتصعد فيها.
سقوط أم طفل أرضا
حالتان اضطرتا شرطيات المديرية العامة للأمن الوطني إلى بذل جهد كبير، من أجل نقلهن إلى سيارة الشرطة، بعد أن رفضن التوقيف والخضوع لأوامر مسؤول الأمن.
سقطت المرأة على الأرض بعد أن كانت تسير رفقة طفلها، الذي يتراوح عمره ما بين 13 و15 سنة، رافضة اقتيادها إلى سيارة الشرطة. مقاومة كبيرة أبدتها أم الطفل بين “الأيادي الناعمة” لنساء الشرطة، ليتدخل الرجال حينها، ويساعدهن في عملية إدخال الأم إلى الناقلة.
طفل في سيارة الشرطة
وجدت الشرطيات أنفسهن في موقف “حرج” بعد أن وجدن أمامهن طفلا صغيرا يريد الصعود إلى سيارة الأمن الوطني، وعدم تركه أمه وحيدة. موقف صعود الطفل إلى سيارة الأمن يطرح سؤالا حول ما فكر الصغير في مصير أمه، وكيف سيتعامل مع الوضع الجديد، خصوصا أنها ستنقل إلى مخفر الشرطة، حيث سيجرى التحقيق معها، وتقديمها أمام النيابة العامة لإتخاذ القرار المناسب في حقها.
لا صوت فوق صوت النساء
لا صوت يعلوا فوق صوت النساء، اللواتي شكلن أغلبية المتظاهرين، بينما لم يعتقل الذكور سوى شخصان تقريبا، نقلوا على الفور صوب مقر ولاية أمن مراكش في منطقة باب الخميس، من أجل الاستماع إليه، وإعداد محضر قانوني على أساس تقديمهم أمام النيابة العامة المختصة لاتخاذ القرار في حقهم.