المواطن24
أثناء وضعي لدراسة عن الدكتور إبراهيم ناجي في #موسوعة_كتاب_الأغاني_الثاني استوقفتني أولاً حالة غريبة :
إقبال الملحنين على قصائد الدكتور إبراهيم ناجي شاعر الأطلال لم يأت إلا بعد وفاته! هذا سؤال قاد أيضاً إلى آخر! وفي الواقع ، فقد رصد نظام معلومات الموسيقى العربية حالة وحيدة للتغني بأشعار ناجي ، في حياته ، إذ لحن محمد صادق ، وهو ملحنٌ ومغنٍ مصري ، لحَّن أبياتاً من ثلاث قصائد لناجي ، هي قصائد :
” الوداع ” ، و ” الغد ” ، و ” توأم الروح ” ، وغناها عام 1935 على الهواء ، في حفلات الإذاعة المصرية ، في بداياتها ، ولم تسجل. مر ذلك دون انتباه ، إذ مرت فترة طويلة ولم نلحظ أي أغنية بنيت على قصائد الدكتور ناجي ، فيما تسابق الملحنون على أشعاره بعد وفاته ، إذ ما إن توفي يوم 24 آذار / مارس 1953 ، حتى بدأت موجة بدأها محمد عبد الوهاب ، بقصيدة ” القيثارة ” ، التي كان اختار أبياتها من قصيدة طويلة لناجي عنوانها ” الخريف ” ، ليغنيها ، وبثت عام 1954.
ثم جاءت أبياتٌ من قصيدة ” الوداع ” أولاً ، بصوت نجاة علي ولحن محمد فوزي ، عام 1954 أيضاً و تضمنت البيت الشهير ” هل رأى الحب سكارى ” ، ثم أبياتٌ من قصيدة ” الأطلال ” ، بعنوان ” لست أنساك ” ، بصوت كارم محمود ، ولحن محمد صادق مرة أخرى ، ولكنها أتت بعد مرور حوالي عشر سنوات ، أي في عام 1965 ، قبيل غناء أم كلثوم لقصيدة الأطلال ، التي قدمت لأول مرة في 7 نيسان / أبريل 1966 ، و بنيت على أبياتٍ مختارة من القصيدتين اللتين سبق واهتم بهما كارم محمود و نجاة علي: ” الأطلال ” و ” الوداع ” لناجي! لاحقاً غنت أم كلثوم وسعاد محمد ورياض السنباطي من كلمات الدكتور ابراهيم ناجي ..
ولكن السؤال المطروح هنا : لماذا أثارت وفاة ابراهيم ناجي الانتباه إلى أشعاره ، فحرضت وضعها في دائرة الألحان ، بعد فوات الأوان! وسؤال آخر نتج عن هذه الدراسة : لماذا كان هذا التركيز على قصيديتين محددتين: الوداع والأطلال! سؤالان ما زالا قيد البحث!